تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
143278 مشاهدة
تعظيم الشيعة لعلي دون الله

...............................................................................


هذه عظمة الخالق فهل هؤلاء لهم من ذلك شيء؟ ولكن لما سول لهم الشيطان أوقعهم في تعظيم هؤلاء البشر، وزين لهم أنهم يعطون، ويمنعون، ويملكون الخير، والشر فوصفوهم بصفات الخالق سبحانه وتعالى كما يعتقد ذلك من يعتقدون في عليٍّ الذين يزورونه في النجف يعتقدون أنه يسمعهم وأنه ينفعهم وأنه يفيدهم وأنه ينصرهم ويتعلقون بحكايات موجودة في كتبهم من الأكاذيب التي لا أساس لها، فهؤلاء ما استحضروا عظمة الخالق سبحانه فنقول إن القصد من معرفة صفات الله سبحانه وتعالى أن يعظم بتلك الصفات، وأن يدين له العباد وأن ينصرفوا بقلوبهم عن المخلوقات، فإذا كانوا كذلك فإنهم ممن عظموا الله تعالى حق تعظيمه تتكرر الأدلة والآثار ونحوها التي فيها صفة الله تعالى بأنه واسع، حكيم، وبأنه سميع، بصير أنه يسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء وأنه لا تشتبه عليه اللغات ولا تغلطه كثرة المسائل مع اختلاف اللغات، وتفنن المسئولات يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ .
يعطي من سأله، ويجيب من دعاه، ويسمع من دعاه، وناداه وطلب منه ولا يشغله شأن عن شأن وُصف بأنه البصير لا يخفى عليه شيء. يرى كل شيء من المخلوقات ولا يخفى عليه منها خافية كما أخبر بذلك سبحانه. كذلك وصف نفسه بالقرب من عباده فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .